الحوار البناء والإعلامي المتمكن- مفاتيح لحماية البرنامج والضيف.

المؤلف: أحمد الشمراني11.16.2025
الحوار البناء والإعلامي المتمكن- مفاتيح لحماية البرنامج والضيف.



• لطالما ناديت بضرورة إيجاد ساحات للحوار تتسع لجميع الأصوات، وهذا، في اعتقادي، أمر جوهري ومنطقي. لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في هذا، بل في أولئك الذين يضيقون ذرعاً بوجود وجهات نظر متباينة. على سبيل المثال، الطريقة التي أتعامل بها مع الزميل مصطفى الآغا تروقني بشدة، خصوصاً أنني كنت من أوائل الداعين إلى تمتع المذيعين بآرائهم الخاصة متى ما اقتضت الضرورة ذلك. فالحوار البنّاء بين الضيف والمذيع يعتبر عنصراً أساسياً لإثراء النقاش، أما ترك العنان للضيف ليقول ما يشاء دون تدخل هادف من المحاور، فإنه سيؤدي حتماً إلى إحداث خلل واضح في مسار البرنامج.

• المذيع المتمكن بحق هو ذلك الذي يصغي بانتباه شديد لكل لفظة، ويتوقف ملياً عند كل تعبير، فإذا ما وجد أي لبس أو ما يسمى بـ "الإسقاطات" فإنه يبادر على الفور إلى استجلاء المعنى المقصود من كل عبارة.

• عندما صرحت مع "أبو كرم" بأن الهلال مهيأ ليتربع على عرش أندية العالم، سألني مستفسراً: كيف؟ وهنا أنقذني بذكائه وفطنته من الوقوع في فخ التأويلات الخاطئة، فمن خلال سؤاله "كيف" سنحت لي الفرصة لتوضيح الحقيقة كاملة، فأشرت إلى ما صرح به الداعم الكبير للنادي، الوليد بن طلال، وأرفقت تصريحي بصورة وصوت لقطع الشك باليقين.

• فهل استوعبتم الآن المغزى الحقيقي للمذيع الخبير، الذي يصون برنامجه، ويحمي ضيفه من مغبة الوقوع في مطبات الكلام، فالكلمات التي لا تُشرح وتُفسر بشكل وافٍ قد تدين قائلها وتورطه في مشاكل هو في غنى عنها؟

• وما قد يغيب عن أذهانكم أحياناً هو أن عواطفي الجياشة وحماسي الزائد قد يتغلبان عليّ، ولكن هذا لا يحدث إلا مع مذيع يحترم الاتفاق المبرم مع جميع الضيوف دون استثناء. وهنا يكمن درس آخر أتمنى أن يتم تطبيقه في جميع البرامج الحوارية.

• يرى بعض المتحمسين لاقتطاع المقاطع أن هناك خلافاً دفيناً بيني وبين "أبو كرم"، وهذا محض افتراء لا أساس له من الصحة إطلاقاً، فما اختلافه معي في بعض ما أطرحه من أفكار إلا من باب حرصه وغيرته المهنية، وهو نفس الاختلاف الذي قد يحصل مع أي زميل آخر إنْ شعر بوجود تجاوز أو "إسقاط" يستدعي التصحيح والتوضيح.

• هذا ما وددت تبيانه وتوضيحه بعد أن لمست لدى البعض اعتقاداً خاطئاً بوجود خلاف شخصي بيننا.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة